سورة البقرة - تفسير التفسير القرآني للقرآن

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)}.
التفسير:
إنهم هم المنافقون! لقد فضح اللّه باطنهم الخبيث، وما انطوى عليه من سوء، فدمغهم بهذا الحكم القاطع المؤكد أوثق التوكيد بجملة أدوات: ألا الاستفتاحية وإنّ المؤكدة وهم ضمير الفصل وال المعرّفة للخبر بما يدل على قصر الفساد عليهم وحدهم.


{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)}.
التفسير:
فى إسناد مقول القول {آمنوا} إلى المبنى للمجهول، ما يشعر بأن ضلالهم- قد أصبح من الانكشاف والوضوح بحيث أنطق كل موجود في محيطهم، بدعوتهم إلى الاستقامة، والانتظام في موكب {الناس}، الذين صانوا إنسانيتهم عن هذا الانحراف السفيه، الذي يعيش فيه المنافقون.
ولهذا جاء قول اللّه تعالى: {كَما آمَنَ النَّاسُ} ولم يجىء: {كما آمن المؤمنون} وفيه ما يدل على أن الإيمان أقرب شيء إلى الفطرة التي فطر الناس عليها، وأن من شأن الناس أن يستجيبوا لدعوة الإيمان، وأن من استجاب للرسول- صلوات اللّه وسلامه عليه- هم الناس، ولا اعتبار لغيرهم.
وجاءت فاصلة الآية هنا: {لا يعلمون} على حين أنها جاءت في الآية السابقة عليها: {لا يشعرون} وذلك لاختلاف المقام هنا وهناك.
{هُمُ الْمُفْسِدُونَ.. وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ} {هُمُ السُّفَهاءُ.. وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ} الإفساد في الأرض- مع أنه مما يجابه الحواس، ويقع في محيط إحساسها- لا يشعر به أولئك المنافقون، لكثرة ما ألحقوا على هذه الحواس من خداع وتضليل، ولكثرة ما تعالوا معها بالتعمية والتمويه: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلكِنْ لا يَشْعُرُونَ}.
والسّفه- مع أنه انحراف حاد عن طريق الحق والخير- لا يقع في علم هؤلاء السفهاء، ولا يرون فيه ما يرى الراشدون من الناس من حماقة ومنقصة!: {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ وَلكِنْ لا يَعْلَمُونَ}.


{وَإِذا لَقُوا الَّذِين َ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ وَما كانُوا مُهْتَدِينَ (16)}.
التفسير:
هذه حال المنافقين دائما.. يلقون الناس بوجهين، وجه يظهر الحب والمودة، ووجه يضمر السوء والشر.. إنهم مع أهوائهم الضالة، ونفوسهم المريضة، فحيث كان لهذه الأهواء منتجع، وكان لتلك النفوس مستراح- فهم هناك.. يتقلبون مع كل ريح، ويطعمون من كل مائدة! و{شياطينهم} هم رءوس النفاق فيهم، وأصحاب الأمر والتدبير عندهم.
وفى قوله تعالى: {وَما كانُوا مُهْتَدِينَ} بعد قوله سبحانه {فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ} توكيد لخسرانهم وضلالهم، إذ قد لا يربح التاجر في تجارته، ولكن ذلك لا ينقص من ميزانه الخلقي مثقال ذرة، إذ قد يكون عدم ربحه، أو خسارته، لأسباب لا يدله فيها. ولكن هؤلاء الذين اشتروا الضلالة بالهدى إنما هم مغبونون في تلك الصفقة التي عقدوها، ولو جرّت عليهم كثيرا من حطام الدنيا، لأنهم خسروا أنفسهم، وذلك هو الخسران المبين، فهو خسران محقق، وغبن فاحش، يملأ النفس حسرة وندما. عند من وعى وعقل!

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8